صحف القاهرة تبرز تأكيد الرئيس السيسي برفض الإجراءات الإسرائيلية لتغيير وضع القدس
تناولت الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الاثنين، العديد من الموضوعات والقضايا المهمة ذات الشأن المحلي.
وأبرزت صحيفة "الأهرام" تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مجددا موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أي إجراءات إسرائيلية، لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها، كما أكد الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته، بوصفه مكان عبادة خالصا للمسلمين.
وأضاف أن مصر تعيد التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلبيا على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال مشاركته، أمس، في مؤتمر «القدس.. صمود وتنمية» رفيع المستوى، الذي انعقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة.
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بوجوده معهم في «بيت العرب»، للتأكيد سويا دعمهم صمود القدس، عصب القضية الفلسطينية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية، مدينة السلام ومهد الأديان، التي يستدعي ذكرها صور التعايش والتسامح، وصور الصلاة في المسجد الأقصى المبارك مختلطة بمشاهد الحج في كنيسة القيامة، المدينة التي امتزج فيها طريق إسراء النبي الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، مع درب السيد المسيح عليه السلام.
كما أكد الرئيس أن القدس كانت عبر التاريخ عنوانا للصمود، موضحا أن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المحورية اختصوا، وكما لم يختصوا مدينة من قبل، الوضع القانوني للقدس، بدءا من تأكيد مجلس الأمن «أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قِبل إسرائيل، بوصفها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليست لها صلاحية قانونية، وتمثّل انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة»، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأي تغييرات على خطوط الرابع من يونيو 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض، ومؤكدا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية.
وتابع الرئيس: «إنه لمن المؤسف أن يأتي اجتماع اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية، وتهدد الأمن الإقليمي ومفهوم التعايش بين شعوب المنطقة، حيث تستمر الإجراءات الأحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، على نحو يزيد الاحتقان، ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية، ويعوق حل الدولتين، ويضع الطرفين والشرق الأوسط أمام خيارات صعبة وخطيرة».
وأوضح الرئيس أنه يغتنم هذه المناسبة لتجديد دعوته للمجتمع الدولي وشركاء السلام إلى ضرورة العمل سويا على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، وقال: «مصر ستستمر في الدعوة إلى معالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال، ولن تألو جهدا في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
واختتم الرئيس كلمته برسالتين، قائلا: «أقول للشعب الفلسطيني إن قضيتكم ما زالت أولوية لدى مصر والعرب، ومكونا رئيسيا لعملنا المشترك، وجزءا لا يتجزأ في وجدان الشخصية العربية، وإلى أن يتحقق طموحكم المشروع في إقامة دولتكم بعاصمتها القدس الشرقية، فإننا سنظل داعمين صمودكم بالقدس، وبجميع أركان فلسطين»، بينما توجه الرئيس لإسرائيل، حكومة وشعبا، قائلا: «لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش، بل الاندماج بين شعوب المنطقة، وفقا لسياق عادل وشامل، فدعونا نطوى صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة الفلسطينية والإسرائيلية».