مرصد الأزهر: الحفاظ على العقول من الانحراف من أهم مقاصد ”الشريعة الإسلامية”
سلط مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف في مقال له الضوء على الانحرافات الفكرية باعتبارها من أهم المشكلات التي تعانيها البشرية، مؤكدا أن الحفاظ على عقول أفراد المجتمع من الانحراف من أهم مقاصد "الشريعة الإسلامية".
وقال إن تلك الانحرافات يتجاوز فيها الشخص حدود المنهج الوسطي نتيجة اعتناقه أفكارًا منحرفة مؤمنًا بصحتها، وفي الوقت ذاته لا يعترف بمبدأ حرية التعبير أو تبادل الآراء وقبول الآخر، بل يلجم نفسه باعتقادات تبرر سلوكه حتى لا يندم على معصية.
وكأحد الحلول للانحرافات الفكرية دعا المرصد إلى أهمية التحلي بالمرونة المعرفية باعتبارها إستراتيجية وبُعدًا فعالًا من أبعاد الشخصية، حيث إن الشخصية التي تتحلى بالمرونة المعرفية تصبح لديها قابلية التغيير في المفاهيم، واكتساب أنماط جديدة، وعدم التمسك بالأفكار النمطية، كل ذلك من شأنه تخطي أزمات الحياة، إلى جانب المساعدة في مواجهة الانحرافات الفكرية بصفة خاصة.
وقال المرصد إن المرونة المعرفية تعني في ما يخص مواجهة الانحرافات الفكرية: القدرة على التنقل بين الطرق الثلاثة المذكورة آنفًا، وهي الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، أو الجمع بين اثنين منها أو ثلاثتها بحسب طبيعة المشكلة الفكرية.
وتابع المرصد أن القرآن الكريم والسنة النبوية وضعا المنهج لمواجهة الفكر المتطرف؛ في قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: ١٢٥).وتُعد هذه الآية الكريمة منهجًا أخلاقيًّا يفتح الباب لمواجهة مشكلات الانحراف الفكري؛ ففيها يأمر الله رسوله أن يدعو الناس بطرق ثلاثة: الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالطريق الأحسن، سواء أكانت مجتمعة أم منفردة، وهذا يقتضي التحلي بالمرونة المعرفية التي يقترحها المقال كإستراتيجية لتلك المواجهة. ولما كان تحديد تلك الطرق الثلاثة وعطف بعضها على بعض بحرف الواو، فالحاصل أن تكون طرقًا متغايرة.
ودعا المرصد إلى أهمية بل وضرورة اشتمال البرامج الدراسية على مقررات تحمل بين طياتها إستراتيجية المرونة المعرفية بما يشمل أقصى استفادة من الوسائل التربوية والإعلامية والتوعوية ووسائلها في نشر الفكر الصحيح.