دراسة: جلوس الأطفال أكثر من 6 ساعات يوميا يسبب الأمراض
كشفت دراسة جديدة عن وجود علاقة مذهلة بين السلوك المستقر لفترة طويلة وأمراض الكبد الحادة لدى الشباب.
يسلط البحث الذي أجراه البروفيسور أندرو أغباجي من جامعة شرق فنلندا، الضوء على المخاطر الصحية الكبيرة التي يشكلها الجلوس أو عدم النشاط لأكثر من ست ساعات في اليوم.
العلاقة بين الجلوس والإصابة الكبد الدهني
وجدت الدراسة، التي قدمت في الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء، ENDO 2024، في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت في مجلة Nature's Gut and Liver، أن الأطفال الذين يقودون أنماط حياة خاملة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتنكس الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (الدهني)، أمراض الكبد (MASLD) وتليف الكبد عند وصولهم إلى مرحلة البلوغ.
MASLD هي حالة ضارة حيث تتراكم الدهون في الكبد، ليس بسبب استهلاك الكحول، ولكن يرتبط بمكونات المتلازمة الأيضية، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم.
وجدوا أن هذه العلاقة بين قلة الحركة وتلف الكبد من المحتمل أن تكون علاقة سببية، تم استخلاص هذا الاستنتاج من تحليل طويل الأمد لمجموعة كبيرة من المواليد في المملكة المتحدة، حيث خضع المشاركون لفحوصات الموجات فوق الصوتية للكبد في سن 17 و24 عامًا للتحقق من وجود الكبد الدهني وتندب الكبد.
ولاحظت الدراسة أن الأطفال يقضون، في المتوسط، ست ساعات يوميا في أنشطة خاملة، وترتفع إلى تسع ساعات في مرحلة البلوغ. وأظهرت النتائج أنه مقابل كل نصف ساعة إضافية من السلوك الخامل أكثر من ست ساعات يوميا، تزيد احتمالات الإصابة بمرض الكبد الدهني قبل سن 25 عاما بنسبة 15 في المائة.
علاوة على ذلك، فإن هذه الزيادة في وقت الجلوس تتوافق مع انخفاض في النشاط البدني الخفيف، مما يقلل من وقت النشاط بنحو ثلاث ساعات يوميًا في مرحلة البلوغ.
وعلى العكس من ذلك، فإن ممارسة النشاط البدني الخفيف الشدة لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الحاد، حيث تقلل كل نصف ساعة إضافية من احتمالات الإصابة بنسبة 33 بالمائة.
وشدد البروفيسور القائم على الدراسة على أهمية الموازنة بين وقت الجلوس والنشاط البدني، قائلًا: "نعتقد أن هذا التغيير في وقت الجلوس مقابل وقت النشاط البدني الخفيف يمهد الطريق لبدء المرض وتطوره".
تؤكد هذه الدراسة على الحاجة الماسة للأطفال والشباب لدمج المزيد من النشاط البدني في روتينهم اليومي للوقاية من أمراض الكبد الخطيرة وتعزيز الصحة العامة.