وزير الري يُكرّم 24 إفريقيًا من دول حوض النيل من كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا| صور
أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، حرص الوزارة الدائم على جمع الأشقاء الأفارقة معًا؛ ولاسيما من أبناء دول حوض النيل خلال رئاسة مصر الحالية لمجلس وزراء المياه الأفارقة «أمكاو»، والتي تشهد زخماً كبيراً في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية بمجهودات مصرية متواصلة.
جاء ذلك خلال حفل تكريم ٢٤ إفريقيا من كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا -التابع للمركز القومي لبحوث المياه- من دول حوض نهر النيل يمثلون دول (السودان - جنوب السودان - كينيا - تنزانيا - الكونغو الديمقراطية - الصومال - مصر ).
وسلّم وزير الري كبار الخريجين شهادات إتمام البرنامج التدريبي الذى عقد بمركز التدريب التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومي لبحوث المياه، تحت عنوان «الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق الإدارة المستدامة وتقديم الحلول غير التقليدية» خلال الفترة من ٢٦ - ٣٠ مايو ٢٠٢٤،
المشاركون في حفل تكريم كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا
وشارك في حفل التكريم، كل من السفير جوزيف ماجاك سفير دولة جنوب السودان لدى القاهرة، السفير ريتشارد موتايوبا سفير دولة تنزانيا لدى القاهرة، السفير تولا موبينجا المستشار الأول بسفارة جمهورية الكونغو الديمقراطية، الدكتور شريف محمدي رئيس المركز القومى لبحوث المياه، السفير حسن شوقي، نائب الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، الدكتور سامي سعد مدير معهد بحوث الهيدروليكا، وعدد من ممثلى البعثات الدبلوماسية للدول المشاركة بالقاهرة.
الدعم المصري للأشقاء الأفارقة
وأعرب الدكتور سويلم عن الشكر لوزارة الخارجية المصرية؛ على ما تقدمه من دعم للأشقاء الأفارقة من خلال مجهودات «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» و«المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل».
تحديات المياه في مصر وإفريقيا
واستعرض وزير الري، حجم التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر؛ نتيجة محدودية الموارد المائية، والزيادة السكانية، والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
وأوضح أيضا ما تواجهه الدول الإفريقية من تحديات في مجال المياه؛ والناتجة عن ضعف البنية التحتية، وضعف منظومة إدارة المياه، والكوارث الطبيعية المختلفة؛ مثل حالات الجفاف والفيضانات التي تواجه العديد من دول القارة.
وأشار إلى أن هذه التحديات تتطلب المزيد من التعاون وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتمكين المختصين بالدول الإفريقية من التعامل الفعال معها، مع استعداد مصر الدائم لنقل خبراتها المتميزة في مجال إدارة المياه إلى أشقائها الأفارقة بما يُمكنهم من التعامل مع هذه التحديات.
وقال الدكتور سويلم، إن مشاركة كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض النيل والقرن الإفريقي في هذا البرنامج التدريبي يأتي في إطار الحرص على تحقيق التواصل والترابط، بين المتدربين القدامى وتبادل الخبرات، وتقييم مدى الاستفادة من البرامج التدريبية السابقة، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه.
وزير الري : مصر حريصة على التعاون المثمر مع دول حوض النيل
وأكد الوزير على حرص مصر على مواصلة التعاون المثمر مع دول حوض النيل، مشيراً لما تتمتع به دول منابع حوض النيل من موارد مائية كبيرة، حيث تصل كميات مياه الأمطار المتساقطة على حوض نهر النيل إلى ١٦٠٠ مليار متر مكعب سنوياً، في حين تصل كميات مياه الأمطار المتساقطة على دول الحوض إلى ٧٠٠٠ مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يتطلب تحقيق التعاون الدائم بين الدول والالتزام التام بمبادئ القانون الدولى فيما يخص إدارة الأنهار المشتركة.
دعوة للمشاركة في مبادرة AWARe
وتوجه الدكتور سويلم بالدعوة للدول الإفريقية للمشاركة في مبادرة «AWARe» التي أطلقتها مصر خلال فعاليات مؤتمر COP27.
وأكد أن هذه المبادرة تُعد منصة هامة لبناء القدرات وحشد الجهود لتوفير التمويلات اللازمة للدول الإفريقية والنامية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه.
وأشار إلى الدعم الكبير الذى وصلت له المبادرة حالياً مع انضمام ٣٥ دولة حتى الآن للمبادرة، كما تتولى عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تنسيق الأنشطة ضمن المسارات المختلفة للمبادرة .
وأشار إلى حرص الوزارة على دعم الدول الإفريقية في مجال التدريب وبناء القدرات من خلال تدشين "المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخى" والذى تم من خلاله تدريب ١٠٠ من المختصين الأفارقة خلال الفترة الماضية ، ومن المقرر تدريب ٢٥٥ متدربا آخرين حتى نهاية العام الحالي.
كما يجرى الإعداد لمنظومة تدريبية توفر التدريب اللازم لـ١٥٠٠ متدرب على مدى ثلاث سنوات.
١٨٠٠ إفريقي استفادوا من البرامج التدريبية للمركز القومي لبحوث المياه
ومن جهته أعرب الدكتور شريف محمدي عن أمنياته بأن يكون هذا البرنامج التدريبي حقق الهدف منه فى تعزيز التعاون بين الأشقاء الأفارقة، وتبادل الأفكار والمقترحات وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه ، وتحقيق التواصل بين المتدربين من مختلف الدول.
وكشف عن تدريب ١٨٠٠ متدرب عربى وإفريقي من خلال معهد بحوث الهيدروليكا على مدى السنوات الماضية ، مع التأكيد على تكرار المركز القومى لبحوث المياه هذه البرامج التدريبية مستقبلا لتحقيق المزيد من الفوائد للأشقاء الأفارقة .
وفي ذات السياق، أكد السفير حسن شوقي الدور الهام الذى تقوم به "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية" فى مجال التدريب ورفع القدرات لأبناء القارة الإفريقية، وخاصة دول حوض نهر النيل والقرن الإفريقي.
وأوضح أن وزارة الخارجية تنظم "المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل" لخدمة الأشقاء الأفارقة فى كافة المجالات، مشيراً لأهمية التدريب وبناء القدرات في مجال المياه بالقارة الإفريقية لمواجهة تحديات المياه والمناخ بالقارة وصولا لتحقيق رؤية أفريقيا للمياه ٢٠٢٥ وأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ وأجندة الاتحاد الإفريقي ٢٠٦٣ .
المتدربون الأفارقة يشكرون مصر على دعمها للقارة
وعبّر المتدربون الأفارقة – من خلال كلمة ألقاها عنهم رافائيل شيمانجا بجامعة كينشاسا بجمهورية الكونغو الديموقراطية - عن شكرهم لمصر على الدعم المتواصل للقارة الإفريقية فى مجال تحسين إدارة المياه، مشيدين بما قدمه معهد بحوث الهيدروليكا من دورات تدريبية متميزة منذ تأسيسه قبل ٢٨ عاما.
وأشار «شيمانجا» إلى أنه رغم وجود العديد من الأنهار والموارد المائية بالقارة الإفريقية إلا أن الوصول للمياه للاستخدامات المختلفة لايزال بمثل تحديا كبيرا أمام معظم الدول الإفريقية، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتحسين عملية إدارة المياه، ومواجهة التصحر والتكيف مع تغير المناخ؛ الذى يؤثر على موارد المياه كما ونوعا.
ويُذكر أن كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض نهر النيل والقرن الإفريقي الذين تم تكريمهم بالاحتفالية، كانوا التحقوا منذ عدة سنوات بالدورات التى يتم تنظيمها واستضافتها سنوياً بمركز التدريب الإقليمي التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومى لبحوث المياه .
وزير الري خلال تكريم ٢٤ إفريقيًا من دول حوض النيل من كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا
وزير الري خلال تكريم ٢٤ إفريقيًا من دول حوض النيل من كبار خريجي معهد بحوث الهيدروليكا