الحفاظ على اللياقة البدنية يعزز الصحة العقلية للأطفال
وجدت دراسة جديدة نشرت في أبريل الماضي في مجلة JAMA Pediatrics أن ممارسة الكثير من التمارين الرياضية قد تحمي من أعراض الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، وتعزز الصحة العقلية.
وكلما زاد التمرين، كان ذلك أفضل: حيث ارتبط الأداء الأعلى في أنشطة القلب والأوعية الدموية والقوة والتحمل العضلي بحماية أكبر ضد مشاكل الصحة العقلية.
تصل هذه النتائج في الوقت الذي تواصل فيه أمريكا صراعها مع الارتفاع الكبير في تشخيصات الصحة العقلية بين الأطفال والمراهقين.
وقارنت الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون في تايوان، بيانات من اختبارات اللياقة الوطنية للطلاب في تايوان وقاعدة بيانات أبحاث التأمين الوطنية، التي تسجل المطالبات الطبية والتشخيصات والوصفات الطبية وغيرها من المعلومات الطبية.
استخدم الباحثون البيانات المجهولة لمقارنة اللياقة البدنية للطلاب مع صحتهم العقلية.
تم ترجيح خطر الإصابة باضطراب الصحة العقلية مقابل لياقة القلب، كما تم قياسها من خلال الوقت الذي يقضيه الطالب في سباق 800 متر؛ القدرة على التحمل العضلي، والتي يشار إليها بعدد مرات الجلوس التي يتم إجراؤها؛ والقوة العضلية، والتي تقاس بالقفزة العريضة الدائمة.
ماذا اكتشفوا؟
وارتبط الأداء العالي في كل نشاط بانخفاض خطر الإصابة باضطراب الصحة العقلية. على سبيل المثال، ارتبط انخفاض 30 ثانية في مسافة 800 متر بانخفاض خطر القلق والاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الفتيات. وفي الأولاد، ارتبط ذلك بانخفاض القلق وانخفاض خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وفي الوقت نفسه، ارتبطت زيادة عدد مرات الجلوس خمس مرات في الدقيقة بانخفاض القلق وخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأولاد، كما ارتبطت بانخفاض خطر الاكتئاب والقلق لدى الفتيات.
وكتب الباحثون في الدراسة: "تشير هذه النتائج إلى إمكانية اللياقة القلبية التنفسية والعضلية كعوامل وقائية في التخفيف من ظهور اضطرابات الصحة العقلية بين الأطفال والمراهقين".
ويشير الخبراء إلى أن الاستخدام المكثف للشاشات قد حل محل النوم وممارسة الرياضة والنشاط الشخصي، وكلها تعتبر أساسية للتنمية الصحية.
وخلص الباحثون إلى أن "النتائج [الجديدة] تؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث في برامج اللياقة البدنية المستهدفة".
وفي الوقت نفسه، كتبوا أن برامج التمارين الرياضية تحمل إمكانات كبيرة كتدخلات وقائية أولية ضد الاضطرابات العقلية لدى الأطفال والمراهقين.