وزير الأوقاف: مصر والأردن تجمعهما روابط متجذرة وعلاقات متينة في ظل القيادتين الحكيمتين
أشاد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة بالعلاقات المصرية ـ الأردنية في مختلف المجالات وخاصة التعاون بين وزارتي الأوقاف في البلدين لتعزيز العمل الدعوي ونشر صحيح الدين لما يخدم الأمة الإسلامية والعربية والعالم، مؤكدا أن مصر والأردن لديهما روابط متجذرة وعلاقات متينة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقال وزير الأوقاف، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش مشاركته في افتتاح المجالس العلمية الهاشمية، إن العلاقات المصرية ـ الأردنية تاريخية وعظيمة ولها جذور ودائما في إطار التعزيز بمختلف المجالات في ظل القيادتين الحكيمتين للبلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن مشاركته في افتتاح المجالس العلمية الهاشمية جاءت بدعوة كريمة من الدكتور محمد الخلايلة وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالأردن وتأكيدا لمتانة وقوة هذه العلاقات بين القاهرة وعمان.
وأضاف أن المجالس العلمية الهاشمية والتي يحرص الأردن على إقامتها في شهر رمضان مميزة ولها دور حيوي في نشر الوعي الديني لأنها تقوم على أسس علمية، مؤكدا أن المجالس العلمية والأدبية والثقافية كانت عبر التاريخ العربي أحد أهم عوامل تشكيل بنائنا العلمي والثقافي مما ساهم في صحيح الدين الإسلامي ونشر الوعي ومواجهة التطرف.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن التجديد يعني فهم النص وفهم مدركات العصر، مؤكدا أن التجديد لا يعني التبديل أو التبديد وإنما الحفاظ على الثوابت والتعامل مع المتغيرات في العصر وفهمها مع التأكيد أيضا أن إنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت وإنزال المتغير منزلة الثابت طريق الجمود والتخلف.
وأوضح أن الأمر يحتاج إلى رؤية تأخذ من الماضي ما يتسق مع الحاضر ويبنى عليه، مشددا على أننا نتعامل مع التراث بنظرة موضوعية ونفرق بين الثابت والمتغير، وإننا ننظر لتراثنا العلمي والفقهي بعين التقدير لا التقديس، فلا نقدس سوى المقدس، ويجب أن نعمل ونجتهد، كما جدد واجتهد العلماء في العصور الماضية مع كامل التقدير لدورهم.
وأفاد وزير الأوقاف بأن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال، وما كان راجحا في عصر أو في زمن أو في بيئة قد يصبح مرجوحا إذا تغيرت الظروف، وما كان مرجوحا قد يصبح راجحا، وأن الأقوال الراجحة ليست معصومة، وأن الأقوال المرجوحة ليست مهدومة شريطة أن يكون ذلك من أهل الاعتبار والنظر.
وضرب وزير الأوقاف مثلا بالزكاة وإخراجها هذا العام هل يتم تقديمها نقودا أو مواد غذائية، مشيرا إلى أن الأمر حاليا في قطاع غزة والأوضاع التي يعيش فيها أهلنا هناك هل من الأفضل أن نقدم لهم نقودا أم مواد غذائية؟، مؤكدا أن الأفضل حاليا هو تقديم مواد غذائية لأن الأموال لن تفيد وهو أمر يؤكد أن الفتوة تتغير حسب الأوضاع والظروف دون المساس بالثوابت ولكن تحكيم العقل.
وشدد الدكتور محمد مختار جمعة على أنه لا غنى عن إعمال العقل في فهم صحيح النص وفي تطبيقاته، وفي إنزال الحكم الشرعي على مناطه من الواقع العملي، مؤكدا أن الأمام الشافعي نفسه حينما ترك العراق وكان له مذهبه، قام بتجديده حينما استقر في مصر نظرا لتغير الظروف والأحوال وبالتالي ماذا كان سيفعل لو كان موجودا اليوم؟.
وشارك وزير الأوقاف أمس بكلمته بافتتاح المجالس العلمية الهاشمية التي تعقد بعمان تحت عنوان: "الإمام النووي وجهوده العلمية وأثره في عصره وما بعد عصره"، بالمملكة الأردنية الهاشمية، بحضور الأمير فيصل بن الحسين نائبا عن العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، ووزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالأردن، وأحمد الحسنات مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية، وعبدالحافظ نهار الربطة قاضي القضاة، وسفير مصر بالأردن محمد سمير ونخبة من كبار العلماء والمفكرين والمثقفين بقاعة المؤتمرات الكبرى بالعاصمة الأردنية عمان.