نصائح ذهبية للوقاية من الفشل الكلوي
تشير إحصائيات الجمعية الدولية لأمراض الكلى (ISN) والاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى (IFKF) إلى أن واحدا من كل 10 أشخاص عالميا مصاب بأحد أشكال مرض الكلى المزمن.
وقال الدكتور هاني الصواف، أخصائي أمراض الكلى في مستشفى كليفلاند كلينك، إنه على الرغم من إمكانية إصابة أي فرد بمرض الكلى المزمن (CKD)، إلا أن المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وغيرها من الأمراض المزمنة غالبا ما يكونون أكثر عرضة للإصابة به، ولذلك يتوجب عليهم إجراء الفحوصات الدورية وإدارة حالتهم الصحية بشكل جيد.
وأوضح الصواف قائلا: "غالبا لا يشعر المريض في حالة مرض الكلى المزمن بأية أعراض إلى حين تقدم مراحل المرض، ولذلك فإن إجراء الفحوصات هو مهم للكشف المبكر عنه والتأكد من أن الكلى تعمل بشكل طبيعي. عادة ما يكون الضرر الناتج عن مرض الكلى المزمن الممتد لفترة طويلة غير قابل للإصلاح، ولكن في حال اكتشاف الضرر في الكلى في مرحلة مبكرة فإنه يمكن اتخاذ خطوات تساعد في إصلاح ذلك الضرر، والوقاية من أية أضرار إضافية أو تأخير حدوثها."
وتابع قائلا: "ولذلك تشمل الفحوصات الصحية السنوية للبالغين اختبارات بسيطة وغير جراحية للكلى، والتي تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية خاصة بالنسبة للأشخاص، الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض الكلى أو يعانون من أمراض مزمنة".
وأشار الدكتور الصواف إلى أنه في حال عدم معالجة ارتفاع ضغط الدم والسكر، فإنهما يصبحان من الأسباب الأكثر شيوعا لأمراض الكلى والمراحل الأخيرة منها. بالإضافة إلى ذلك، تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وهي معروفة كذلك بكونها عامل خطورة مستقل بذاته للإصابة بمرض الكلى المزمن.
وعلى الرغم من اتساع نطاق الإصابة بالسكري وضغط الدم والسمنة عالميا، إلا أن الأخبار السارة هي وجود العديد من أساليب العلاج الجديدة والفعالة، التي جرى تطويرها لإدارة هذه الحالات.
وأضاف الدكتور الصواف: "هناك بعض الأدوية الجديدة مثل مثبطات النّاقل المشارك صوديوم/جلوكوز 2 (SGLT2) ومنبهات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1 receptor agonists) والمستخدمة في علاج المصابين بالسكري والسمنة، أظهرت في تجارب سريرية فوائد خاصة بالكلى وتتجاوز مجرد فقدان الوزن أو التحكم بسكر الدم. وفي حقيقة الأمر فإن تجربة FLOW الأخيرة الرامية إلى تحديد ما إذا كان للسيماجلوتيد (semaglutide) تأثير إيجابي على وظائف الكلى قد اختُتمت قبل أوانها؛ لأنها حققت أهدافها مبكرا".
تعزيز صحة الكلى
قال الدكتور الصواف إنه بالإضافة إلى إدارة الأمراض المزمنة وإجراء الفحوصات الدورية، فإن هناك بعض التغييرات في أسلوب الحياة، التي يمكن للأفراد القيام بها لتحسين صحة الكلى، مشيرا إلى أن الإرشادات العامة للمحافظة على صحة القلب تنطبق على صحة الكلى، ويمكنها المساهمة كذلك في تحسين حالة أمراض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم".
واختتم الدكتور الصواف بالقول: "تشمل توصيات المحافظة على صحة الكلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قدر كافٍ من النوم يتراوح ما بين 7-8 ساعات كل ليلة، والامتناع عن التدخين والكحول، والإبقاء على وزن صحي."
وتابع قائلا: "بالإضافة إلى ذلك، يجب اتباع حمية غذائية صحية للقلب مثل حمية الشرق الأوسط، التي تركز على الفواكه والخضار والحبوب الكاملة والأسماك واللحوم الخالية من الدهون وزيت الزيتون؛ أو حمية المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH) منخفضة الصوديوم. ويعد الحد من تناول الصوديوم مهما، وخاصة بالنسبة لأولئك، الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو المصابين بأمراض الكلى، وإننا ننصح هؤلاء المرضى بتناول جرامين من الصوديوم يوميا كحد أقصى".