فنان بريطاني يتحدى إعاقته البصرية ويبدع في رسم اللوحات
تكسر المواهب الفذة لبعض الأشخاص عادة العوائق التي تهدد بروزها، ولا يقتصر هذا على الصعوبات بالبيئة المحيطة فقط، ولكن قد يتغلب البعض على إعاقاتهم الجسدية ليتألقوا ويحققوا نجاحات كبيرة فى مجالاتهم يمكن أن تفوق ما يحققه الأسوياء بدنيًا، وهذا ما حدث مع كلارك رينولدز، الذى لم يؤثر فقدانه بصره على موهبته الرائعة فى الرسم.
تحدى الفنان البريطانى كلارك رينولدز، الإصابة التي بدأت في السادسة من عمره فقط عندما بدأ يفقد البصر فى عينه اليمنى، ليتم تشخيصه في النهاية بأنه مصاب بالتهاب الشبكية الصباغى، وهي حالة نادرة وغير قابلة للشفاء تدمر الخلايا في شبكية العين بمرور الوقت، وفي وقت لاحق في منتصف الثلاثينيات من عمره، بدأ البصر في عينه اليسرى بالتدهور أيضًا، واليوم يبلغ من العمر 41 عامًا، وهو مصاب بالعمى بنسبة 5 فى المائة فقط.
الفنان البريطاني يتحدى إعاقته البصرية ويبدع في الرسم
ورغم إعاقته البصرية، إلا أن كلارك حقق نجاحا مبهرًا فى الرسم، وتدمج أعمال كلارك رينولدز، البالغ من العمر 41 عامًا، بين تقنيات برايل واللون والملمس بهدف تغيير التصورات حول ضعاف البصر.
فقدان البصر كان أحد التحديات التي واجهها كلارك، حيث نشأ في بورتسموث فى واحدة من أكثر المجمعات السكنية حرمانًا في المدينة، وعاش في منزل يسوده العنف المنزلي والإفراط في شرب الخمر.
لكن في اللحظة التي بدت فيها حياته كئيبة للغاية، رتبت مدرسته الابتدائية رحلة إلى معرض الفنون في بورتسموث حيث فتن بالصور على جدرانه، وقال كلارك: "عرفت منذ تلك اللحظة، أنني أريد أن أصبح فنانًا". ماذا يستخدم كلارك في الرسم.
استخدم كلارك اللمس فى الأقمشة كمصدر إلهام له، وابتكر نظام برايل مرمّزًا بالألوان باستخدام نقاط بارزة يلمسها الناس لفك تشفير الرسائل وفهم عمله، وكان أول معرض منفرد له في لندن بعنوان The Power Of Touch "قوة اللمس"، حيث يأمل أن تساعد أعماله في تغيير تصورات المكفوفين وضعاف البصر.
ويقول كلارك: "سيبدأ عقلك في تعلم الأنماط تمامًا كما يفعل مع الشعارات، في البداية ستبدو مثل آلاف النقاط ولكن عقلك سيبدأ في تذكر الأنماط دون أن يدرك ذلك بسبب الألوان، لذلك حتى بدون لمسها فإنك تتعلم طريقة برايل"، ويضيف: "الفن للجميع، ومن خلال لمس الفن، ستشعر بأنه شيء مختلف، فنّي هو أكثر من مجرد صورة على الحائط، إنه يكسر الحواجز".