محمد موسى يكتب: والدي الحبيب 40 يوماً على الفراق
40 يوماً علي وفاة والدي أعز الناس علي قلبي بل أنه قلبي وروحي وبعد رحيله عن دنيانا تعلمت كيف ينكسر الظهر وكيف يتوقف القلب عند لحظة الفراق وكيف يتلعثم اللسان بالتعبير عن ما بداخلنا وكيف فقدان الشهية في الحياة وكيف يكون الزهد فيها فلا أتذكر سوي يده التي أمسكت بيدي لساعات قبل رحيله بساعات وكأنه كان يودعني الوداع الأخير .
لن أنسي عينيك التي تحدثت إلي برسائل عديدة ووصايا عدة وصلتني من نظراتك الأخيرة إلي ولذا أعدك ياوالدي العزيز أن أكون الولد الصالح الذي يدعوا لك حتي يلقاك وسأواصل رسالتك ولن أقصر فيها أبداً لكي يصلك كل عمل صالح أفعله من أجلك .
والدي الحبيب علمتني الصدق والوضوح ورسخت بشخصيتي نصرة الحق وفعل الصواب وتجنب الأخطاء ومحبة الناس وفعل الخير في أهله وفي غير أهله ولن أحيد عن ما علمتني إياه فهذا وعداً مني لك وأنت في دار الحق وأنا في دار الباطل .
والدي وصديقي الأوحد كنت عندما كنت ألقاك في كل زيارة لك كنت أعود إلي بيتي مطمئناً حتي لو كانت علي صدري جبال من المشاكل والكروب فبنظرة واحدة لك ،وبجلسة واحدة معك كنت أتغلب علي أي شئ مهما كان وعندما رحلت تهت وتاهت معي روحي المتعلقة بك فأنت كنت السند والظهر الذي أستند إليه وكنت الأمن وصمام الأمان لنا جميعاً .
تعرف أيها الرجل الطيب أننا شب شبابنا علي سمعتك الطيبة وحب كل من عرفك أو جالسك لو لمرة واحدة فبقيت هذه السمعه هي نبراساً علي رؤوسنا نتفاخر بك وبأننا أبناؤك نحن أبنا الجبل الذي لم ينحني يوماً نحن أبناء الطيبة والمحبة التي أورثتنا إياها فجعلت منا رجالاً يحترمهم كل كل من يعرف أننا تربينا علي يديك وفي محرابك .
تعرف ياوالدي الحبيب ، كثيراً أتناسي أنك رحلت وامسك بتليفوني لأحدثك وأسمع صوتك الحنون ودعواتك الطيبة ولكني أعود لأبكي لأنك لن ترد علي مرة ثانية ولكن قطعاً أنت معنا برائحتك في بيتنا وبقيمك التي علمتها لنا وبأسمك الذي نفخر بأننا نحمله وننتسب إليه .
رحمك الله وغفر لك يامن كنت نوراً لظلمتنا .. طيب الله ثراك وأنار قبرك بنوره الجميل وأسكنك جنته الفسيحة لما قدمته من عمل صالح حتي رحيلك وإلي أن ألقاك أعدك بالسير مثلك في كل أمور حياتي .
و" إنّا لله وإنّا إليه راجعون " صدق الله العظيم