روسيا تقصف أوكرانيا في أقوى هجوم جوي منذ بداية الحرب
أدت موجات من الهجمات الروسية على مدن في أنحاء أوكرانيا إلي قتل ما لا يقل عن 26 شخصا وإصابة أكثر من 130 آخرين، في هجوم أثناء الليل وصفته كييف اليوم الجمعة بأنه أسوأ قصف جوي منذ بداية الحرب.
وأصابت صواريخ وطائرات مسيرة أهدافا بمدن في أنحاء البلاد، من لفيف في الغرب وخاركيف في الشرق، إلى أوديسا في الجنوب والعاصمة كييف، مما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار للتحذير من غارات جوية في أنحاء البلاد.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني إن القوات الروسية نفذت "أكبر هجوم جوي" ضد أوكرانيا منذ بداية غزو روسيا واسع النطاق قبل نحو عامين.
وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن من بين الأسلحة المستخدمة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة صواريخ كينجال الفرط صوتية من نوع إس – 300، وصواريخ باليستية، وصواريخ كروز متنوعة، وطائرات مسيرة بعيدة المدى إيرانية الصنع.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال زيلينسكي: "اليوم، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريبا في ترسانتها" مضيفا أن جناح للولادة ومؤسسات تعليمية ومركز تسوق ومباني سكنية قد تعرض للقصف.
وقال زالوجني إن روسيا أطلقت 122 صاروخا و36 طائرة مسيرة، وإن الدفاعات الجوية استطاعت اعتراض أكثر من 70% منها، وتم تنفيذ الهجمات على موجات من اتجاهات مختلفة وباستخدام قاذفات استراتيجية.
وقبل حلول اليوم الجمعة، بلغ عدد الصواريخ الروسية التي تم الإبلاغ عنها رسميا والتي أُطلقت على أوكرانيا في يوم واحد حوالي 90 صاروخا.
وقد وقعت وفيات في دنيبرو، وخاركيف، وزابوريجيا، وأوديسا، ولفيف وكييف، حيث لجأ السكان إلي مترو المدينة، وانقطعت الكهرباء عن عدة مناطق في البلاد.
وفي دنيبرو، لقي خمسة مدنيين على الأقل حتفهم وأُصيب أكثر من 20 آخرين، وفقا للإدارة العسكرية المحلية.
وفي لفيف، التي تقع على بعد حوالي 70 كيلو مترا من الحدود البولندية، قال عمدة المدينة إن منشأة حساسة للبنية التحتية تعرضت للقصف في هجوم بحوالي 10 طائرات مسيرة تفجيرية من طراز شاهد استهدف المدينة الواقعة غرب أوكرانيا.
وفي أوديسا، تسبب حطام طائرة مسيرة في حريق في أحد المباني المرتفعة.
وفي منطقة سومي الواقعة شمال شرقى أوكرانيا، أدى سقوط صاروخ في بلدة كونوتوب إلى إصابة عدد من الأشخاص وإلحاق أضرار بمبني سكني.
وقال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو إن شخصا واحدا على الأقل قد لقي حتفه، في حين تم نقل 17 مصابا إلي المستشفيات، وتم انتشال أربعة آخرين من تحت أنقاض مبني مدمر.
ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية في موسكو على الهجوم إلا بشكل عابر، حيث تحدثت عن "ضربة واسعة النطاق بأسلحة عالية الدقة وطائرات مسيرة".
وأضافت الوزارة أنه قد تم تنفيذ هذه الضربة ضد أهداف عسكرية مثل مصانع أسلحة ومطارات عسكرية ومستودعات الأسلحة، مضيفة بأنه: "قد تم إصابة جميع الأهداف المستهدفة."
وفي الوقت نفسه، أصابت بولندا الحيرة بشأن جسم مجهول دخل مجالها الجوي خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا المجاورة.
وقالت قيادة العمليات بالقوات المسلحة إنه قد تم رصد هذا الجسم، في الساعات الأولى من الصباح حيث رصدته معدات تتبع لاسلكية تابعة لنظام الدفاع الجوي، من اللحظة التي دخل فيها المجال الجوي البولندي، حتى اختفاء الإشارة.
وقالت محطة إذاعة آر إم إف إن الشرطة وجنود الجيش يبحثون عن الحطام، بالقرب من بلدة "زاموسك" في جنوب شرق البلاد.
وتحدث سكان المنطقة القريبة من الحدود الأوكرانية لوسائل الإعلام البولندية عن جسم سريع الطيران يتجه غربا.
وقال أحد سكان قرية كومارو-أوسادا لموقع أونيت. بي إل.: "كان الجسم أسود اللون، ويبلغ طوله حوالي متر أو مترين، وحلق على ارتفاع منخفض للغاية، على مستوى أدنى من مستوى الطائرة".
وكان صاروخ قد أصاب قرية بولندية على الحدود مع أوكرانيا،في تشرين الثاني / نوفمبر عام 2022، مما أسفر عن مقتل إثنين من المدنيين. ويعتقد الغرب أنه صاروخ أوكراني مضاد للطائرات أُطلق للتصدي لهجمات روسية.