داليدا تعود للحياة وتدلى بشهادتها على قصة الانتحار
بعد مرور أكثر من خمسة وثلاثين عامًا على وفاتها، تظل داليدا حاضرة دائمًا فى قلوب وعقول العالم ليس الفرنسيين وحدهم.
وفى لحظة غير متوقعة عادت الفنانة داليدا للحياة من جديد وظهورها صوتا وصورة لتدلى باعترافاتها وشهادتها حتى على مسألة انتحارها المثيرة للجدل.
المفاجأة جاءت بمساعدة التكنولوجيا المتطورة «الذكاء الاصطناعى»، والذى تمكن من خلاله الممثلون من الحصول على وجوه وأصوات المشاهير الذين لم يعودوا معنا، ليستدعى تييرى أرديسون المنتج التليفزيونى ومقدم البرامج الفرنسى شخصية داليدا من قلب فندق موريس الشهير فى باريس، ويسجل معها فيلما تسجيليا بعنوان «فندق الزمان: داليدا» إخراج سيرج خلفون، حيث تم وضع وجه داليدا على جسد الممثلة جولى شيفالييه.
يشهد الفيلم رحلة مثيرة ولكنها ممتعة عبر حياة داليدا التى تدلى باعترافات ساخنة، لقاءً خاصًا كلوحة شخصية، ومصدرًا للحنين إلى الماضى، يذكرنا بنجمة رائعة ومثيرة للإعجاب، ويعد العمل محاولة لتقديم صورة مستحقة لممثلة رائعة للجمهور، وليس الواقعية هى النقطة الجيدة الأساسية فى السياق ولكن المناخ والأجواء الساحرة واستكشاف دقيق لرحلة النجمة الملهمة.
وقال تييرى أرديسون: «داليدا ستروى قصة انتحارها».. هنا يعود المضيف إلى الظهور على شاشة التلفزيون بمفهوم يكرّم من خلاله الأساطير التى اختفت، والتى تم إحياؤها بواسطة سحر الذكاء الاصطناعى.
فى مدخل استديو التصوير، هناك ساعة مثبتة تدير عقاربها إلى الوراء، تمثل كبسولة زمنية تشير إلى تتبع الحياة المهنية للشخصيات المتوفاة من خلال الانخراط فى مقابلات ما بعد الوفاة، وهى أكبر من الحياة.
ولتحقيق ذلك، استعان بمعجزات الذكاء الاصطناعى، فعملية معالجة الصور قام بها ماك جوف، وهو فرنسى متخصص فى المؤثرات الرقمية الخاصة فى السينما، أما بالنسبة للصوت، بما فى ذلك تقنية استنساخ الصوت، فقد تم تطويرها بواسطة معهد البحوث والتنسيق الصوتى والموسيقى بالإضافة إلى عملية تقنية لاستنساخ وجه النجمة الشهيرة الراحلة على وجه الممثلة التى تجسد شخصيتها، لتحريكه وجعلها تتكلم مثلها، ويقترب الوهم من الكمال، بحسب تصريح تييرى أرديسون، والذى قال إنه لكى يكون لائقًا، للزمن المناسب للقاء أصبح يبدو أصغر بعشرين عامًا.
وقال إن فيلمه أظهر حياة داليدا بعد أن طلب موافقة الورثة ومنهم شقيق داليدا أورلاندو، وذلك من أجل تجاوز جميع المشاكل المتعلقة بالحقوق الأدبية والأخلاقية.
وأشار إلى أنه إذا كان هذا العمل يعتمد على استرداد جزئى للشخصية، فإنه يحتفظ فقط بالجوانب الإيجابية والثقافية، مشددا على أن جميع الجمل التى قيلت فى الفيلم الوثائقى قالها أو كتبها النجم المعنى.. أى هذا ليس خيالا بل إنه كتب الأسئلة بناء على الإجابات».
ويقول مقدم البرنامج: عندما أكتب السيناريو، أتصرف قليلا مثل مبتكر يتبع نفس النمط السردى: أولا ما يعرفه الناس أكثر عن النجم، ثم حياته الخاصة وأصوله، وأخيرا الخاتمة، وهى وفاته. ويوضح قائلا: «الأمر الاستثنائى فى هذا العرض هو أن داليدا النجمة المقدسة للأغنية الفرنسية تتحدث عن انتحارها بالمقابلة المستحيلة فى نهاية المطاف».
وأضاف بكل بساطة اخترت داليدا لأنها نجمة لا تزال تتألق، بعد مرور 35 عامًا على وصولها إلى هنا.. أريد أن نستمع إلى أغانيها معًا وهى تخبرنا عن مصيرها المذهل: الطفلة من حى الطبقة العاملة فى القاهرة، الحرب، والسجن الذى يقتل والدها، ملكة جمال ضفاف النيل، الهبوط فى لوبورجيه، النصر والمجد داليدا، الأيقونة المأساوية.