ما حكم مطالبة الإنسان استرداد ديون غير محددة الموعد؟.. «الإفتاء» توضح
مواقف كثيرة يقف فيها الصديق إلى جواره صديقه، وخاصة إذا كان يمر بضائقة مالية، فيعطيه مبلغا من المال دون أن يحدد ميعاد للسداد، ولكن قد يمر صاحب المال بأزمة مالية ويريد استرداد فلوسه مرة أخرى، ويتساءل صاحب المال عن إمكانية طلب فلوسه في أي وقت، وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء، مؤكدة أن الشرع أباح للإنسان أن يطالب بحقِّه، وأن يسعى للوصول إليه، سواء أكان محتاجًا له أم غير محتاج؛ خاصة إن عَلِمَ بمماطلة الغريم أو جحده في الوفاء بالحقِّ الذي للآخرين عليه، واستحسنتْ له التماس العذر والصبر عليه في حال إذا ثبت تعسره وعدم تعمد مماطلته.فقد ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ؛ فَأَغْلَظَ؛ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا».
واستشهدت دار الإفتاء بما قاله العلامة ابن الأثير في «الشافي في شرح مسند الشافعي»: قوله: «فإن لصاحب الحقِّ مقالًا» يعني: سعة في القول وتمكينًا من الكلام وبسطة في الإدلال، كما قال الإمام أبو العباس القرطبي في «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (4/ 509، ط. دار ابن كثير): [(قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا») يعني به: صولة الطلب، وقوَّة الحجة، لكن على مَن يمطُل، أو يسيء المعاملة. وأما مَن أنصف مِن نفسه: فبذل ما عنده، واعتذر عما ليس عنده، فيقبل عذره، ولا تجوز الاستطالة عليه ولا كهره.
وتابعت الإفتاء: قال الإمام النووي في «شرحه على مسلم» قال فيه: أنه يحتمل من صاحب الدين: الكلام المعتاد في المطالبة