مهرجانات سينمائية عربية تتضامن مع الشعب الفلسطينى بإلغاء دورات هذا العام
ككرة الثلج، أعلن عدد من المهرجانات السينمائية فى العالم العربى، إلغاء فاعليات دوراتها المرتقبة، تضامنا مع الشعب الفلسطينى، بعد الاعتداء الأخير على غزة، الذى يستهدف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، ووقع ضحيته آلاف الشهداء والمصابين.
البداية كانت بقرار إدارة مهرجان الجونة السينمائى، تأجيل الدورة السادسة، التى كان مقررا إقامتها فى 13 أكتوبر الحالى، ولكن بسبب اشتعال الأحداث فى غزة قبل انطلاقه بأسبوع، اختار أولا تأجيل الفاعليات أسبوعين، لتنطلق 27 أكتوبر بدون مظاهر احتفالية، قبل أن تتخذ إدارة المهرجان قرارا جديدا بتأجيل المهرجان إلى أجل غير مسمى، تضامنا مع الشعب الفلسطينى، وتعاطفا مع أهالى غزة، كما أعلنت إدارة المهرجان، التبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه لدعم جهود الإغاثة الإنسانية لأهالى غزة، وذلك بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والهلال الأحمر المصرى.
وأعربت إدارة المهرجان فى بيان صحفى، عن أملها، لإقامة الدورة السادسة فى أقرب وقت بعد استقرار الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، مؤكدة على أن المهرجان تبنى منذ تأسيسه مبدأ «السينما من أجل الإنسانية»، كقيمة أساسية تسهم فى تعزيز قيم التفاهم الإنسانى.
وكان مهرجان الجونة قد أعلن قبل قرار التأجيل، عن برنامج دورته السادسة، والذى يضم 84 فيلما تقريبا، وعن اختيار المخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتش، رئيسا للجنة تحكيم مسابقته الدولية، كما أعلن أيضا عن تكريم المخرج مروان حماد بجائزة الإنجاز الإبداعى.
فى مصر أيضا تم تأجيل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث أعلنت وزيرة الثقافة نيفين الكيلانى عن تأجيله إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان مقررا إقامته فى الفترة من ١٥ إلى ٢٤ نوفمبر القادم، وذلك بسبب تصاعد الأحداث فى قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلى عليها.
وكان المهرجان قد أعلن قبل قرار التأجيل، عن عدد من أفلام الدورة الـ45، كما أعلن أيضا عن المكرمين المصريين، وهم المخرج يسرى نصر الله الذى يمنحه المهرجان جائزة الهرم الذهبى التقديرية، عن إنجاز العمر، ومنح الفنان أحمد عز جائزة فاتن حمامة للتميز، كما أعلن أيضا عن اختيار المخرج البوسنى دانيس تانوفيتش، رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الدولية.
وإلى جانب تأجيل مهرجان القاهرة السينمائى، أعلنت وزيرة الثقافة أيضا تأجيل إقامة فاعليات الدورة الـ32 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان مقررا إقامته خلال الفترة من 24 أكتوبر الحالى وحتى 2 نوفمبر المقبل.
قرارات تأجيل المهرجانات السينمائية، لم تتوقف عند الحدود المصرية، وإنما امتدت للمحيط العربى، حيث قررت وزارة الشئون الثقافية فى تونس، إلغاء تنظيم الدورة 34 من أيام قرطاج السينمائية، التى كان مقررا انطلاقها ٢٨ أكتوبر الحالى، تحت عنوان «حكاية البدايات لسينما عمرها 100 سنة»، وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطينى، واعتبارا للأوضاع الإنسانية الحرجة التى يشهدها قطاع غزة وكافة الأراضى الفلسطينية المحتلة جراء العدوان الصهيونى الغاشم.
قرار إلغاء أيام قرطاج السينمائية اتخذ رغم إعلان إدارة المهرجان عن إلغاء كل المظاهر الاحتفالية، والتأكيد على أن السينما والفن والثقافة من بين وسائل المقاومة الأكثر قدرة على مواجهة الخطاب الغادر والماكر للعديد من الإنتاجات السمعية والبصرية.
وكانت إدارة المهرجان أكدت قبل قرار الإلغاء، أن «أيام قرطاج السينمائية» منصة فكر ومقاومة بالأساس، تجمع رواد السينما من إفريقيا والعالم العربى للانتصار للفن وللجمال فى مواجهة فظاعة السياسات القمعية، ولمناقشة الأفلام ومن خلالها قضايا العالم، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدا على الالتزام العميق والمتجذر بحرية الإبداع، وهو ما يجعل «الأيام» تحتضن العديد من المخرجين الفلسطينيين الذين منعهم الاحتلال الغاصب من فضح واقع الحرب وويلاتها.
وشددت إدارة «أيام قرطاج السينمائية» أيضا، على أنها كانت دائما منصة لإبراز ثراء السينما العربية الملتزمة بالقضية الفلسطينية: من هانى جوهرية، وبرهان علوية إلى رشيد مشهراوى، ومى المصرى، وجان شمعون وميشال خليفى مرورا بإيليا سليمان ونجوى نجار ورائد عندونى وصولا إلى محمد بكرى الذى يشارك فيلمه فى المسابقة الرسمية وهانى أبو أسعد الذى تخصه هذه الدورة بتكريم خاص.
من المهرجانات التى تم تأجيلها أيضا، مهرجان «أجيال السينمائى» بقطر، الذى اتخذ قرارا بإلغاء دورته الحادية عشرة، التى كان مقررا إقامتها فى الفترة من 8 إلى 16 نوفمبر المقبل، وذلك تضامنا مع فلسطين بعد تعرضها للقصف من جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وأصدرت مؤسسة الدوحة للأفلام بيانا جاء فيه: «تعبيرا عن تضامننا مع إخواننا الفلسطينيين، تعلن مؤسسة الدوحة للأفلام عن إلغاء دورة هذا العام من مهرجان أجيال السينمائى، فأجيال ليس مجرد احتفال سنوى بفن سرد القصص، لكنه فى جوهره حدث مجتمعى، ركيزته المجتمع، وأقيم من أجل المجتمع.
وتابع البيان: «وفى هذه الأوقات العصيبة نؤكد تضامننا مع مجتمعاتنا فى المنطقة ونشاركهم مشاعر الحزن والأسى جراء الخسائر اليومية الهائلة فى الأرواح البريئة، فهذا الوقت ليس للاحتفال، بل وقت العمل والمبادرات الهادفة».
واختتم البيان: «ومنذ البداية ونحن ندافع من خلال المهرجان عن أصوات المجتمعات الأقل تمثيلا وحضورا فى جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف تحقيق التوازن فى سرديات الأفلام. ولطالما كان إبراز القصص الفلسطينية أمرا بالغ الأهمية فى عملنا ويندرج ضمن رؤيتنا كمؤسسة ثقافية. ونؤكد فى هذا الإطار على التزامنا الراسخ بتعزيز تمثيلهم الحقيقى وتقديم تجاربهم وإنسانيتهم بشكل صادق».
وقبل يومين من حفل الختام، أعلن مهرجان نواكشوط السينمائى الدولى، عن تعليق أنشطة دورته الأولى التى انطلقت 15 أكتوبر الحالى، حدادا على أرواح الشهداء فى قطاع غزة.
وأكد المهرجان فى بيان صحفى، أن هذا القرار جاء انسجاما مع القرار المتخذ من قبل السلطات الموريتانية، القاضى بإعلان الحداد العام فى البلاد على أرواح الشهداء فى قطاع غزة.