وزير الري: التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه
قال الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه، موضحًا أن ما شهده العالم في الفترة الماضية خير دليل على تأثير مثل هذه التغيرات.
جاء ذلك خلال احتفالية نظمتها وزارة الري بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بمناسبة "يوم المياه العالمي" بحضور السفير كريستيان برجر، سفير الإتحاد الأوروبي في مصر، السفير آلفارو ايرانزو سفير أسبانيا في مصر، السفير فرانكو كورنت سفير بلجيكا في مصر، السفير إيفان جوكى سفير التشيك في مصر، السفير بولى إياونو سفير قبرص في مصر .
وأوضح سويلم، أن التغيرات المناخية تسببت في فيضانات عارمة في دول كثيرة، وحرائق الغابات في دول البحر المتوسط، وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في كافة أنحاء العالم، وهو ما نشهده فى مصر حاليا، مما يتطلب التدخل السريع، لمواجهة هذه التأثيرات.
وأضاف أن هذه التحديات تتطلب التعاون ومضاعفة الجهود نحو تبني سياسات فاعلة وإدارة رشيدة لمواردنا المائية من مفهوم أكثر شمولية، مع السعي الجاد لتنميتها وتحقيق إدارة أكثر قوة وكفاءة لمواردنا المائية من أجل تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة .
وأشار سويلم، إلى أن أهمية هذه الاحتفالية تأكيد على الأهمية الكبرى التي تمثلها التوعية المجتمعية في التعامل مع كافة القضايا التي تواجه المجتمع، وخاصة في مجال الأمن المائي، خاصة مع تزايد الشح المائي والتصحر واستمرار مواسم الجفاف لفترات أطول بسبب ما يعانيه العالم من تغيرات مناخية .
وتابع وزير الري، مصر تخطو العديد من الخطوات في مواجهة تحديات جمة ومركبة، فنصيب الفرد من المياه في مصر يقترب من ٥٠٠ متر مكعب سنوياً، في الوقت الذي عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائي على أنه ١٠٠٠ متر مكعب من المياه للفرد في السنة.
كما أن مصر هي إحدى أكثر الدول جفافاً في العالم، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصري علي مياه نهر النيل التي تأتي من خارج الحدود، لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع في العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب، مع استمرار تحديات الندرة المائية.
ونوه الدكتور سويلم، إلى تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، في مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه، وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة، من خلال إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي واعادة استخدامها.
وأيضاً تحديث نظم الري وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ادارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها .
وقال إن المياه تمثل عنصرًا رئيسيًا في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات المياه والزراعة والغذاء الأولوية في ملف التغيرات المناخية، خاصة أن الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعي المياه والزراعة لتوفير الغذاء .
وفي سبيل تحقيق التوعية بالتحديات المائية وسُبل الحفاظ على كل قطرة مياه، فإن وزارة الموارد المائية والري اتخذت العديد من الخطوات الجادة في هذا الامر علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي بدءًا من إقامتها لأسبوع القاهرة للمياه بنسخه الخمس مما جعله محط اهتمام كافة الخبراء ومتخذي القرار حول العالم لوضع إطار لرفع مستوي الوعي بقضايا المياه علي كافة المستويات، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه والتعرف على الجهود المبذولة عالمياً لمواجهة تلك التحديات.
كما استضافت مصر مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ حيث نجحنا في دمج محور المياه للمرة الأولي على الإطلاق في مؤتمر المناخ من خلال تخصيص يوم للمياه في مؤتمر المناخ تضمن مناقشة تأثير التحدي الخاص بتغير المناخ على قضايا المياه، وإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه، والتي تعتمد على ثلاثة مبادئ تعتبر أولويات رئيسية لجميع البلدان حول العالم وهي (ترشيد المياه وتحسين إمدادات المياه - تعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخي - وضع سياسة وأساليب متفق عليها في مجال التعاون في إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية).
وعلى المستوي المحلي تقوم الوزارة بالعديد من المجهودات لنشر الوعي بأهمية قضايا المياه حيث من خلال تنظيم ما يقرب من ٢٤٠ ندوة توعوية سنوياً وبمشاركة ٤٠ ألف مشارك على مستوي الجامعات والمدارس والجمعيات الأهلية ودور العبادة من مساجد وكنائس وايضاً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذا تنفيذ العديد من المسابقات على كافة المستويات بين الطلاب والمزارعين وغيرهم من فئات المجتمع بما يسهم في الاستفادة من جهودهم في توعية مجتمعاتهم المحلية من خلال قيامهم بتطبيق ممارسات ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها، وتوعية عائلاتهم وأصدقائهم بهذه الممارسات وأهمية تطبيقها.